2019.. سنة “اختبار الديمقراطية”!

كانت‭ ‬سنة‭ ‬الأحداث‭ ‬الكبرى‭ ‬والتغييّرات‭ ‬العميقة‭ ‬والتفاصيل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭.. ‬تلك‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬2019‭.. ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬سنودّعها‭ ‬بعد‭ ‬ساعات،شهدت‭ ‬أحداثا‭ ‬ومحطات‭ ‬سياسية‭ ‬فارقة‭ ‬وتاريخية‭ ‬وتفاصيل‭ ‬ستبقى‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬كل‭ ‬التونسيين‭ ‬لسنوات‭ ‬وعقود‭ ‬قادمة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬رحيل‭ “‬الرؤساء‭” ‬السابقين،‭ ‬وسنة‭ ‬الانتخابات‭ ‬والمفاجآت‭ ‬الكبرى،‭ ‬وسنة‭ ‬نهاية‭ ‬وولادة‭ ‬أحزاب،‭ ‬سنة‭ ‬تسارعت‭ ‬فيها‭ ‬الأحداث‭ ‬بشكل‭ “‬مخيف‭” ‬أحيانا‭ ‬وضجّت‭ ‬بتفاصيل‭ ‬وبكواليس‭ ‬وبوقائع‭ ‬رافقتها‭ ‬هواجس‭ ‬ومخاوف‭ ‬من‭ ‬غموض‭ ‬المستقبل‭.. ‬

وعلى‭ ‬أهمية‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬ضجّت‭ ‬بها‭ ‬السنة‭ ‬المنقضية‭ ‬الاّ‭ ‬أن‭ ‬تلاحم‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬وتكاتفه‭ ‬جعله‭ ‬يتحدّى‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬واقعة‭ ‬هزّت‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬ويتجاوز‭ ‬كل‭ ‬المطبّات‭ ‬والعقبات‭ ‬بثبات‭ ‬ورباطة‭ ‬جأش‭ ‬خاصّة‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬السابق‭ ‬الباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬والتمكّن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬من‭ ‬انجاز‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ “‬وقت‭ ‬حرج‭” ‬وتسليم‭ ‬السلطة‭ ‬بشكل‭ ‬سلس‭ ‬ولافت‭.. ‬كانت‭ ‬سنة‭ “‬اختبار‭ ‬ديمقراطي‭” ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالأحداث‭ ‬المتسارعة‭ ‬وخاصّة‭ ‬مسالة‭ ‬الانتقال‭ ‬السلمي‭ ‬للسلطة‭ ‬والانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المبكّرة‭ ‬والانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬وستكون‭ ‬سنة‭ ‬2020‭ ‬سنة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬ديمقراطي‭ ‬من‭ ‬عدمه‭. ‬
أزمة‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي
انطلقت‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬بأزمة‭ ‬كبرى‭ ‬عاصفة‭ ‬بين‭ ‬الجامعة‭ ‬العامّة‭ ‬للتعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬جانفي‭ ‬الماضي‭ ‬مقاطعة‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية،‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تواصلت‭ ‬لأشهر‭ ‬لاحقة‭ ‬واشتدت‭ ‬إثر‭ ‬قرار‭ ‬الجامعة‭ ‬العامة‭ ‬للتعليم‭ ‬الثانوي‭ “‬حجب‭” ‬أعداد‭ ‬التلاميذ‭ ‬عن‭ ‬إدارات‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم،‭ ‬ليرد‭ ‬بعدها‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬حاتم‭ ‬بن‭ ‬سالم،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬اتخذت‭ ‬بدورها‭ ‬قرار‭ “‬حجب‭ ‬الأجور‭” ‬عن‭ ‬الأساتذة،‭ ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬تشنّج‭ ‬الأجواء‭ ‬وانعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬المناخ‭ ‬التربوي‭ ‬وعلى‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬أمضوا‭ ‬سنة‭ ‬عصيبة،‭ ‬وكادت‭ ‬الأمور‭ ‬تتطوّر‭ ‬الى‭ ‬الأسوإ‭ ‬بعد‭ ‬بعض‭ ‬التسريبات‭ ‬التي‭ ‬أكّدت‭ ‬أن‭ ‬الأساتذة‭ ‬سيقاطعون‭ ‬مراقبة‭ ‬امتحانات‭ ‬الباكالوريا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فنّدته‭ ‬جامعة‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي،‭ ‬ورغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬تربوية‭ “‬كبيسة‭” ‬الا‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬تم‭ ‬انهاء‭ ‬موسم‭ ‬دراسي‭ ‬صعب‭ ‬باجراء‭ ‬الامتحانات‭ ‬الوطنية‭.‬
خطاب‭ ‬الاستقلال‭ ‬وتونس‭ “‬المريضة‭” ‬
قال‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الراحل‭ ‬الباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬خطاب‭ ‬رسمي‭ ‬له‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثالثة‭ ‬والستين‭ ‬لعيد‭ ‬الاستقلال‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬أصبحت‭ ‬برأس‭ ‬واحد‭ ‬منتقدا‭ ‬عدم‭ ‬مرور‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬مؤسسة‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬مخالفة‭ ‬واضحة‭ ‬للدستور‭. ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتظافر‭ ‬الجهود‭ ‬لإخراج‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬بقوله‭ ”‬تونس‭ ‬مريضة‭” ‬معبرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬عن‭ ‬إستغرابه‭ ‬من‭ ‬خروج‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬من‭ ‬وثيقة‭ ‬قرطاج‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬سبب‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬مشروع‭ ‬تونس‭ ‬والحزب‭ ‬الجمهوري‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬السبيل‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬داعيا‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬يوسف‭ ‬الشاهد‭ ‬إلى‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬رشده‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭.‬
القمة‭ ‬العربية‭ ‬
نجحت‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬بمناسبة‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬برئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬الباجي‭ ‬قائد‭ ‬السبسي،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬واقع‭ ‬عربي‭ ‬ضبابي‭ ‬وغامض‭ ‬ومأزوم‭ ‬بالأحداث‭ ‬الخطيرة،وكانت‭ ‬أهم‭ ‬مخرجات‭ ‬هذه‭ ‬القمّة‭ ‬اتفاق‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬حضروا‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬قرار‭ ‬ترامب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬لاسرائيل‭.‬
تأسيس‭ ‬حزب‭ ‬تحيا‭ ‬تونس‭ ‬
في‭ ‬أفريل‭ ‬2019‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬التأسيسي‭ ‬لحزب‭ ‬تحيا‭ ‬تونس‭ ‬بزعامة‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬يوسف‭ ‬الشاهد،‭ ‬والاعلان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سليم‭ ‬العزابي‭ ‬مدير‭ ‬الديوان‭ ‬السياسي‭ ‬السابق‭ ‬هو‭ ‬منسّق‭ ‬الحزب،‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬تدعمه‭ ‬وقتها‭ ‬كتلة‭ ‬برلمانية‭ ‬هامّة‭ ‬سبق‭ ‬تأسيسها‭ ‬تأسيس‭ ‬الحزب،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬34‭ ‬نائبا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬اوت‭ ‬2018،‭ ‬بتأسيس‭ ‬الكتلة‭ ‬برلمانية‭ ‬جديدة‭ ‬باسم‭ ‬الائتلاف‭ ‬الوطني،‭ ‬هدفها‭ ‬دعم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الحكومي‭ ‬ودعم‭ ‬يوسف‭ ‬الشاهد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حزبه‭ ‬الأمّ‭ “‬نداء‭ ‬تونس‭” ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتجميد‭ ‬نشاطه‭ ‬والدعوة‭ ‬الى‭ ‬اقالته‭.. ‬
نهاية‭ ‬النداء‭ ‬اكلينيكيا
تحت‭ ‬عنوان‭ “‬لمّ‭ ‬الشمل‭” ‬وشعار‭ ‬الإصلاح‭ ‬والالتزام‭ ‬أشرف‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الراحل‭ ‬في‭ ‬أفريل‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الاوّل‭ ‬للحزب‭ ‬الذي‭ ‬أسّسه‭ ‬نداء‭ ‬تونس،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬غايته‭ ‬التأسيس‭ ‬ولم‭ ‬الشمل‭ ‬انتهى‭ ‬الحزب‭ “‬اكلينيكيا‭” ‬حيث‭ ‬غادر‭ “‬الندائيون‭” ‬مؤتمرهم‭ ‬التأسيسي،‭ ‬برئيسين‭ ‬للجنة‭ ‬المركزية‭ ‬ومؤتمرين‭ ‬انتخابيين‭ ‬متوازيين،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مدينتي‭ ‬المنستير‭ ‬والحمامات،‭ ‬واحد‭ ‬بقيادة‭ ‬حافظ‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬والآخر‭ ‬بقيادة‭ ‬سفيان‭ ‬طوبال‭.‬
انقسام‭ ‬الجبهة‭..‬
بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬نجاحها‭ ‬الصعب‭ ‬في‭ ‬تطويق‭ ‬الخلافات‭ ‬داخلها‭ ‬وتفادي‭ ‬عدوى‭ ‬الانقسامات‭ ‬والاستقالات‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬بكل‭ ‬الأحزاب‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬انقسم‭ ‬التحالف‭ ‬اليساري‭ ‬في‭ ‬ماي‭ ‬الماضي‭ ‬وانطلقت‭ ‬الخلافات‭ ‬بسبب‭ ‬اقتراح‭ ‬حزب‭ “‬الوطنيين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الموحد‭” ‬اسم‭ ‬المنجي‭ ‬الرحوي‭ ‬كمرشح‭ ‬محتمل‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تدارس‭ ‬ذلك‭ ‬داخل‭ ‬الجبهة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬حمة‭ ‬الهمامي،‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الجبهة‭..‬
الرئيس‭ ‬يرفض‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬تنقيح‭ ‬القانون‭ ‬الانتخابي‭ ‬
في‭ ‬18‭ ‬جوان‭ ‬الماضي،‭ ‬صادق‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬تنقيح‭ ‬القانون‭ ‬الانتخابي‭ ‬لتعديل‭ ‬شروط‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.. ‬ولكن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الراحل‭ ‬الباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬يرفض‭ ‬أن‭ ‬يختمه‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬عمّق‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬رئاستي‭ ‬الجمهورية‭ ‬والحكومة‭ ‬وغذّى‭ ‬الفتور‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬يوسف‭ ‬الشاهد،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اتهامه‭ ‬بأنه‭ ‬يهدف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمرير‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الى‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬خصومه‭ ‬السياسيين،‭ ‬والظروف‭ ‬الصحيّة‭ ‬التي‭ ‬مرّ‭ ‬بها‭ ‬الباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬غذّت‭ ‬الشكوك‭ ‬بشان‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬فعلا‭ ‬ينوي‭ ‬ختمه‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬وما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬تعرّض‭ ‬الى‭ ‬ضغوطات‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬ليبقى‭ “‬ختم‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭” ‬من‭ ‬الالغاز‭ ‬التي‭ ‬وصمت‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬وقتها‭ ‬ولم‭ ‬نظفر‭ ‬الى‭ ‬اليوم‭ ‬باجابات‭ ‬شافية‭ ‬بشأنها‭.‬
الخميس‭ ‬الأسود‭ ‬
يوم‭ ‬27‭ ‬جوان‭ ‬تتعرّض‭ ‬البلاد‭ ‬الى‭ ‬هجوم‭ ‬إرهابي‭ ‬مزدوج‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬شارل‭ ‬ديغول‭ ‬في‭ ‬العاصمة،‭ ‬يسفر‭ ‬الأوّل‭ ‬عن‭ ‬استشهاد‭ ‬عوني‭ ‬شرطة‭ ‬بلدية‭ ‬يليه‭ ‬هجوم‭ ‬ثان‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الشرطة‭ ‬العدلية‭ ‬بالقرجاني‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭ ‬أضرار‭.. ‬وفي‭ ‬توقيت‭ ‬متزامن‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الإرهابي‭ ‬يتعرّض‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬إلى‭ ‬وعكة‭ ‬صحيّة‭ ‬استوجبت‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬العسكري،‭ ‬واحدى‭ ‬القنوات‭ ‬العربية‭ ‬تعمد‭ ‬الى‭ ‬بث‭ ‬إشاعة‭ ‬وفاته،وانتهى‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬العصيب‭ ‬بإشاعة‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة،بعد‭ ‬تسريبات‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬محاولة‭ “‬الانقلاب‭ ‬الدستورية‭” ‬على‭ ‬الشرعية‭ ‬الانتخابية‭ ‬ومساء‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬يترّأس‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬محمد‭ ‬الناصر‭ ‬قطع‭ ‬يترأس‭ ‬اجتماعا‭ ‬لرؤساء‭ ‬الكتل‭ ‬البرلمانية‭ ‬حول‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬للرئيس‭ ‬ويقرر‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شغور‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭..‬
عيد‭ ‬جمهورية‭.. ‬مرّة‭ ‬أخرى‭ ‬بطعم‭ ‬‮«‬الموت‮»‬
بعد‭ ‬ذكرى‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬التي‭ ‬تلوّثت‭ ‬بالدم‭ ‬في‭ ‬2013‭ ‬بعد‭ ‬اغتيال‭ ‬النائب‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬التأسيسي،محمّد‭ ‬البراهمي،عاد‭ ‬عيد‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬حاملا‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى‭ ‬بخبر‭ ‬الموت‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬خبر‭ ‬وفاة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الراحل‭ ‬الباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬عن‭ ‬سنّ‭ ‬تناهز‭ ‬92‭ ‬سنة‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العسكري‭ ‬بتونس،‭ ‬وعلى‭ ‬خلفية‭ ‬الشغور‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬أعلنت‭ ‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬المستقلة‭ ‬للانتخابات‭ ‬عن‭ ‬اجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وأدى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬محمد‭ ‬الناصر،‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭ ‬كرئيس‭ ‬مؤقت‭ ‬لتونس‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬2019،‭ ‬ووفقا‭ ‬للدستور‭ ‬تولّى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬محمد‭ ‬الناصر،‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬85‭ ‬عاما،‭ ‬الرئاسة‭ ‬لمدة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬45‭ ‬يوما‭ ‬إلى‭ ‬90‭ ‬يوما‭ ‬كحد‭ ‬أقصى،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬تنظيم‭ ‬الانتخابات‭. ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬الحداد‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لمدة‭ ‬سبعة‭ ‬أيام،‭ ‬وتنكيس‭ ‬الأعلام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭.‬
أوّل‭ ‬جنازة‭ ‬رسمية‭ ‬لرئيس‭ ‬دولة‭ ‬
أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الراحل‭ ‬الباجي‭ ‬قايد‭ ‬السبسي‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬جويلية‭ ‬سيشهد‭ ‬إقامة‭ ‬جنازة‭ ‬وطنية‭ ‬لتشيع‭ ‬جثمان‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬السبسي‭ ‬وقدّ‭ ‬أمّنت‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬تلك‭ ‬الجنازة‭ ‬المهيبة‭ ‬التي‭ ‬حضرها‭ ‬رؤساء‭ ‬وملوك‭ ‬وأمراء‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وخرج‭ ‬التونسيون‭ ‬بالآلاف‭ ‬لتوديع‭ ‬رئيسهم‭ ‬في‭ ‬حدث‭ ‬نقلته‭ ‬القناة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتحدّث‭ ‬عنه‭ ‬كل‭ ‬العالم‭.‬
مرشح‭ ‬للرئاسة‭ ‬من‭ ‬‮«‬خلف‭ ‬القضبان‮»‬
في‭ ‬2‭ ‬أوت‭ ‬أعلنت‭ ‬هيئة‭ ‬الانتخابات‭ ‬عن‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬إيداع‭ ‬الترشحات‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬قبل‭ ‬الفرز‭ ‬النهائي90‭ ‬ترشّحا،‭ ‬وفي‭ ‬23‭  ‬أوت‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬المترشح‭ ‬للرئاسية‭ ‬نبيل‭ ‬القروي‭ ‬وهو‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬غطّى‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬الأحداث‭ ‬وشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬لأسابيع،‭ ‬فنبيل‭ ‬القروي‭ ‬الذي‭ ‬تمن‭ ‬اختياره‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬جانفي‭ ‬الماضي‭ ‬ليكون‭ ‬رئيس‭ ‬حزب‭ “‬قلب‭ ‬تونس‭” ‬الذي‭ ‬أسّسه‭ ‬وجد‭ ‬نفسه،‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭ ‬رغم‭ ‬ترشّحه‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬القروي‭ ‬من‭ ‬سجنه‭ ‬أن‭ ‬يمرّ‭ ‬الى‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الحالي‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،وبعد‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬السجال‭ ‬القانوني‭ ‬والدستوري‭ ‬والأخلاقي‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المسالة‭ ‬قرّر‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬عدم‭ ‬اجراء‭ ‬حملة‭ ‬انتخابية‭ ‬حتى‭ ‬يوفّر‭ “‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭” ‬لخصمه‭ ‬السياسي‭ ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬موعد‭ ‬اجراء‭ ‬الاقتراع‭ ‬للدور‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬تم‭ ‬اطلاق‭ ‬سراح‭ ‬نبيل‭ ‬القروي‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬المناظرة‭ ‬التلفزية‭ ‬التي‭ ‬شكّلت‭ ‬حدثا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬مناظرة‭ ‬7‭ ‬سبتمبر‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الانتخابات‭ ‬26‭ ‬مترشّحا‭ ‬ولم‭ ‬يحضر‭ ‬الاّ‭ ‬24‭ ‬مترشّحا‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المناظرة‭ ‬التلفزية‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬المترشّح‭ ‬نبيل‭ ‬القروي‭ ‬وهروب‭ ‬المرشّح‭ ‬سليم‭ ‬الرياحي‭ ‬الى‭ ‬فرنسا‭.‬
تسليم‭ ‬السلطة‭ ‬
‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬أكتوبر‭ ‬اختار‭ ‬التونسيون‭ ‬نوابهم‭ ‬وفازت‭ ‬بالانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬يليها‭ ‬حزب‭ ‬قلب‭ ‬تونس‭ ‬والتيار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والحزب‭ ‬الدستوري‭ ‬الحر‭ ‬وحركة‭ ‬الشعب،‭ ‬وفي‭ ‬23‭ ‬أكتوبر‭ ‬أدّى‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬اليمين‭ ‬الدستورية‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬كرئيس‭ ‬منتخب‭ ‬للجمهورية‭ ‬والقائم‭ ‬بأعمال‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬محمّد‭ ‬الناصر،‭ ‬يسلمه‭ ‬العهدة‭ ‬ويغادر‭ ‬قصر‭ ‬قرطاج‭ ‬وفي‭ ‬13‭ ‬نوفمبر‭ ‬انعقاد‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬وانتخاب‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬رئيسا‭ ‬للبرلمان‭.. ‬وفي‭ ‬16‭ ‬نوفمبر‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬الفائز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬تكلّف‭ ‬الحبيب‭ ‬الجملي‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬وانطلاق‭ ‬المشاورات‭ ‬حولها‭ ‬ولكن‭ ‬الى‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تتشكّل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬وفي‭ ‬23‭  ‬ديسمبر‭ ‬يجتمع‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬بالفرقاء‭ ‬السياسيين‭ ‬لتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والمكلف‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬يعلن‭ ‬قراره‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬كفاءات‭ ‬لا‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬الأحزاب‭.. ‬ولكن‭ ‬الى‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تتشكّل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭.‬

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.