الشاهد والزبيدي والقروي وجمعة الأكثر إنفاقا.. مترشحون ضخّوا أموالا طائلة على “الميليشيات الفيسبوكية”.. لكن لم يفز أحد منهم!

أنفق عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها أموالا طائلة على حملاتهم الانتخابية في مواقع التواصل الاجتماعي، ووظفوا الكثير من الصفحات الفيسبوكية الممولة للإشهار السياسي، وهناك من استخدموا تلك الصفحات للدعاية السوداء ولضرب منافسيهم وتشويه خصومهم، لكنهم خسروا جميعا السباق نحو قصر قرطاج ولم يفز منهم أحد.. هذا أبرز ما خلصت إليه عملية رصد الحملة الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي التي قامت بها منظمة «أنا يقظ».
هندة فلاح منسقة مشروع ملاحظة الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي بينت أمس خلال لقاء إعلامي بالعاصمة أن هذا المشروع انطلق لأول مرة بمناسبة الحملة الانتخابية الرئاسية السابقة لأوانها وفسرت أنه من المهم جدا رصد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الحملة الانتخابية خاصة بعد الفضائح التي هزت عديد البلدان في العالم إثر اكتشاف الدور الخطير الذي لعبه الفيسبوك في التأثير على الناخبين  وفي توجيه عمليات التصويت.
ويهدف هذا المشرع المدعوم من قبل مركز كارتر على حد قولها إلى تقصي التضليل المحتمل المتعلق بالانتخابات على الفيسبوك نظرا لأن التضليل يمكن أن يؤثّر على الرأي العام وأن يتلاعب بالسلوك السياسي وأن يحرّض على العنف أو الكراهية أو أن يقمع مشاركة الناخبين، كما يرمي المشروع إلى إجراء تحليل يساعد على فحص الوقائع وفضح التجاوزات وتخفيف الآثار السلبية للتضليل المحتمل على العملية الانتخابية.
ولدى حديثها عن المنهجية المعتمدة من قبل فريق الرصد بينت هندة فلاح انه تم تجميع الصفحات التي لها علاقة بالحملة الانتخابية سواء منها الصفحات الرسمية للمترشحين أو الصفحات التي تساندهم أو الصفحات التي تقوم بحملات تشويه، ومن خلال كل هذه الصفحات يقع تجميع معطيات خصوصية حول اسم كل صفحة وتاريخ الإنشاء ومتى تم تغيير اسمها وعدد المتابعين لها وعدد المشرفين عليها وموقعهم الجغرافي وذلك لتقصي ما إذا كانت هناك جهات خارجية تؤثر عليها. كما تم تحديد المنشورات الممولة، ولوحظ من خلال الرصد أن الفيسبوك أصبح يعج بهذه المنشورات منذ أول يوم لتقديم الترشحات للانتخابات الرئاسية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وامتدت فترة الرصد من 21 أوت الى 15 سبتمبر 2019 وقام بها فريق يتكون من 7 أعضاء متطوعين، وتم التركيز على 16 مترشحا الأكثر استعمالا للصفحات الممولة، ورصد 198 صفحة فيسبوك و299 منشورا، وللغرض تم النفاذ إلى موقع يعطي لمن يلج إليه فكرة عن كيفية تعاطي المتابعين للفيسبوك مع تلك الصفحات.
خرق الصمت الانتخابي
لاحظت منظمة «أنا يقظ» حسب ما أشارت إليه منسقة مشروع مراقبة الحملة الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي أنه تم خرق الصمت الانتخابي من قبل بعض المترشحين للانتخابات الرئاسية ومنهم المهدي جمعة الذي نشر على صفحته الرسمية الممولة صورة له وكلمات مرفقة أعلن من خلالها أنه أدى واجبه الانتخابي،  وفي نفس السياق استعمل يوسف الشاهد بدوره الصفحة الممولة وخرق من خلالها الصمت الانتخابي وهناك من استعمل أشرطة فيديو من حملة عبد الكريم الزبيدي يوم الصمت الانتخابي للدعوة للانتخاب أما  سلمه اللومي فقد استعملت 86 منشورا ممولا يوم الصمت الانتخابي.
وبينت هندة فلاح أن ابرز المترشحين الذين استعملوا الانستغرام خلال الحملة هم الزبيدي وجمعة والقروي، اما التويتر فلم يقع التركيز عليه كثيرا. ومن خلال رصد الويكبيديا تبين الملاحظون أن أكثر الزيارات تعلقت بالمقال الخاص بالمترشح قيس سعيد، كما تبينوا تعرض المقالات الخاصة بالمترشحين القروي والزبيدي والشاهد وعبير موسي للتشويه من قبل مجهولين.
وفي تصريح صحفي على هامش اللقاء الاعلامي بين اشرف العوادي رئيس منظمة «أنا يقظ» أن أكثر المترشحين الذين أنفقوا أموالا على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الحملة هم الشاهد والزبيدي والقروي وجمعة، واضاف أن أكثر الصفحات التي تم العبث بها في الويكبيديا هي صفحة القروي وقال ان المنظمة لاحظت علاقة ممنهجة بين عدة صفحات وهو ما يدل على أن جيشا رقميا يقف وراءها. وأعرب العوادي عن تخوفه من فرضية وجود تدخل خارجي من خلال استعمال وسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتخابات. وخلص الى ان من انفقوا أكثر على الفيسبوك خلال الحملة لم يفز منهم أحد في الانتخابيات وبين ان هذا الفضاء الأزرق مارق وخارج عن السيطرة وتم استعماله بكثافة للتشويه، وأضاف انه كان على الدولة التونسية قبل الذهاب الى الانتخابات ان تنسق مع شركة الفيسبوك وذلك لتتمكن من النفاذ الى المعلومة، وذكر ان عملية رصد مواقع التواصل الاجتماعي ستتواصل خلال حملة التشريعية والدورة الثانية للرئاسية وستشمل الصفحات الرسمية وصفحات الظل كما ستشمل المجموعات نظرا لأن المنظمة غفلت عنها في الدورة الأولى.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.