اتحاذ جملة من التدابير للتوقي من تفشي فيروس كورونا عبر المياه المستغلة في القطاع الفلاحي

افادت، اليوم الأحد 31 ماي 2020، كاتب الدولة المكلفة بالموارد المائية، عاقصة البحري، ان وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لم تلجأ إلى معالجات تكميلية للمياه المستعملة المعالجة المستغلة في القطاع الفلاحي للتوقي من تفش محتمل لفيروس كوفيد – 19، بيد انها اتخذت تدابير في هذا الصدد للتوقي من انتشار الفيروس في هذه المياه.

“لقد تم اقرار تدابير احتياطية اضافية لحماية العاملين في محطات التطهير واعوان المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية والفلاحين والعملة الذين يتعاملون مباشرة مع المياه المستعملة المعالجة” ، وفق ما بينته كاتب الدولة للموادر المائية في حوار خصت به وكالة تونس افريقيا للأنباء.
وتابعت البحري انه تم اقتراح جملة من التدخلات، والتي تصل كلفتها الاجمالية الى 000 250 1 دينار، في اطار مخطط تدخلات كوفيد – 19 في مجال اعادة استعمال المياه المستعملة المعالجة
ويتعلق الامر بانتداب خبراء دوليين لاعداد مواصفات بهدف مراجعة المواصفة التونسية 03 – 106 المتعلقة باعادة استعمال هذه المياه المستعملة المعالجة لغايات فلاحية وتعميمها على استعمالات اخرى مثل الصناعة والفضاءات الخضراء وملاعب رياضة الصولجان واعادة تغذية المائدة المائية وغيرها.
كما تم اقرار اجراء آخر يتمثل في اقتناء ملابس عمل وتلاقيح بالنسبة للمتعاملين مباشرة مع هذه المياه بغاية حمايتهم من الملوثات في المياه المستعملة المعالجة، وذلك لفائدة 1748 مستفيد ( اعوان الصيانة في المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ) الى جانب وضع نظام معلومات جغرافي لمتابعة المساحات المروية بالمياه المستعملة المعالجة ونظام انذار مبكر للنشر الفوري للمعلومات.
وطالبت سلطات الاشراف، ايضا، بضرورة تحليل المياه المستعملة المعالجة وفق التشريع الجاري به العمل، كما اوضحت كاتبة الدولة، مذكرة بانه يتعين على 13 مندوبية جهوية للتنمية الفلاحية تامين متابعة جودة المياه المستعملة المعالجة الموجهة للري.
المياه المعالجة يمكن ان تنقل عدوى فيروس كوفيد – 19
يجري الاتحاد من اجل المتوسط حاليا، دراسة حول تاثير فيروس كورونا المستجد على قطاع المياه في الحوض المتوسطي، الذي عد 250 مليون ساكن، والذي قد يعاني من عجز مائي خلال السنوات العشرين القادمة.
وتبرز التحاليل الاولية، ان بقايا الفيروس وجدت في محطات تطهير المياه، وهو ما يثير القلق في البلدان التي تستغل هذه المياه في الفلاحة (ومنها تونس)، ودفع بالاتحاد من اجل المتوسط الى التعاون مع العلماء صلب الاتحاد الاوروبي لتقييم سلوك الفيروس في المياه المستعملة المعالجة.
ولاحظت البحري امكانية اقرار مثل هذا البرنامج في تونس، ذلك ان متابعة المياه المستعلمة قد تسمح بمتابعة الفيروس المسؤول كوفيد – 19 صلب السكان. “ويتيح تحليل المياه المستعملة تتبع نشاط الفيروس وتنقله قبل ظهور الاعراض وقد تكون هذه التحاليل مفيدة لاستكمال التشخيصات الصحية الفردية وتشكل تبعا لذلك مؤشرا مبكرا للمساعدة على التصرف في الوباء” حسب تقديرها
وذكرت في هذا الشياق، بان استعمال المياه المستعملة المعالجة ممنوع لري الخضروات وخاصة تلك التي تستهلك طازحة باعتبار امكانية انتقال العدوى لها تحاليل لكن ليست مكثفة ولكنها مطابقة لكراس الشروط.
ولم تؤكد كاتبة الدولة للموارد المائية، عند سؤالها على زيادة وتيرة التحاليل المنجزة، مثل هذا الاجراء بيد انها ذكرت بان كل التدابير الواردة بالمرسوم عدد 9 – 147 المؤرخ في 28 جويلة 1989 والمنقج بالمرسوم عدد 93 – 2447 بتاريخ 13 ديسمبر 1993، تطبق في مجال استعمال المياه المستعملة المعالجة لغايات فلاحية.
وبالفعل فان جودة المياه المستعملة تراقب دوريا في المخابر التابعة للديوان الوطني للتطهير المتواجدة في المحطات او في المخابرالخاصة، اين تجري سنويا عمليات التحاليل. كما تتم مراقبة جودة المياه المستعملة من طرف مصالح وزاراتي الصحة والفلاحة. وتجري التحاليل الفيزيوكميائية والجرثومية (الحموضة والكلور والصوديوم وغيرها من العناصر ) مرة كل شهر على الاقل من خلال عينات ترفع على مدى 24 ساعة ومرة كل سداسي على الاقل لعينات لتحاليل كيميائية (الزرنيخ والكاديميوم والكلور والكوبالت والنحاس والحديد والمنغنيز والزئبق والنيكل والكلور العضوي والسيلينيوم والرصاص والزنك والفلوريدات وغيرها…). اما في ما يخص بيض الطفيليات، فان التحاليل تجري مرة كل 15 يوما.
وتخضع الزراعات المروية بالمياه المستعملة المعالجة الى رقابة بيولوجية وفيزيوكميائية من طرف وزارة الصحة العمومية التي تسدي كل الاجراءات الضرورية بهدف حماية صحة الافراد المكلفين بالري علاوة على صحة المستهليكن، حسب تصريحها.
“وتشمل شبكة محطات التطهير في الغالب محطات تستعمل الحمأة المشطة ذات الخصائص الجيدة لانجاز المعالجة العضوية وجزئيا العناصر المغذية: الازوت والفوسفور”، كما فسرت البحري، مضيفة انا المعالجات التكميلية الموجه لتحسين نجاعة المياه المعالجة على مستوى المعايير الميكروبيولوجية يتم تنفيذها على مستوى عدد من محطات التطهير التي تنجز مشاريع لاعادة استعمال المياه المستعملة المعالجة”ومن بين 66 محطة لها مشروع لاعادة استعمال المياه المستعملة المعالجة، تمتلك 25 محطة معالجة ميكروبيولوجية” حسب قولها.
كوفيد – 19 – مياه مستعملة: خطر نقل العدوى ضعيف
وتحدثت كاتب الدولة نتائج الاشغال الجارية في العالم والتي تظهر ضعف خطر نقل عدوى الفيروس عبر الماء باعتبار انه ليس بيئة حاضنة لبقائه. “في الوقت الراهن، لم يتم تسجيل اي حالة عدوى بكورونا عبر الماء في العالم لدى الانسان”، حسب ما اشارت اليه مردفة ان الدراسات المنجزة، حتى الان، حول الماء قليلة غير انه تم الكشف عن وجود فيروس كوفيد – 19 في فضلات بعض الاشخاص المصابين بالعدوى مع استمرار الافراز في البراز لعدة ايام.
“هذه الدراسات لم تقيم، صحة بقاء وعدوى هذه الجزيئات الجرثومية التي يقع افرازها، وهو ما يدعو الى القيام بدراسات لتحديد خطر العدوى الفعلي المرتبط بالبراز والذي مازال يعد ضعيفا”، حسب البحري معتبرة انه يتم، حاليا، اجراء اشغال على الصعيد الدولي في مختلف المخابر لتطوير منهجية سليمة لقياس تواجد الفيروس في المياه المستعملة”، كما انتهت الى قوله كاتب الدولة للموارد المائية.

وات

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.