صدور كتاب جديد للشاعرة والأكاديمية آمال موسى: “الشباب التونسي والتديّن في الحياة اليومية”

عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود صدر للشاعرة والأكاديمية آمال موسى المختصة في علم الاجتماع كتاب جديد من الحجم الكبير بعنوان: “الشباب التونسي والتديّن في الحياة اليومية”.

وتولى تقديم هذا الإصدار السوسيولوجي الأستاذ الدكتور المنصف وناس قائلا في نصه:” ولذلك اقتنعت، على امتداد سنوات، بأنّ الدكتورة آمال موسى ليست باحثة عاديّة مثلما نرى ذلك بانتظام في حياتنا اليوميّة؛ بل هي باحثة مُقتدرة وقادرة على أن تستمرّ في تفوّقها في مجال الإبداع من جهة، وفي مجال البحوث الأكاديميّة والجامعيّة من جهة أخرى، وقادرة أكثر على العطاء الدّائم. وبناءً عليه، حينما أردتُ أن أُوصّف هذا الجهد، لم أجد مُفردة لغويّة تليق بهذا الاستثمار العلمي السّخي سوى مُفردة الاستثناء من حيث الدّيمومة في الإنتاج، والمُراكمة في الخبرة البحثيّة، والقدرة على الإضافة، بغضّ النّظر عن هذا التّقويم أو ذاك.”

كما حدد عالم الاجتماع التونسي المنصف وناس أهمية بحث الدكتورة آمال موسى في أنه جاء في اللّحظة المُلائمة، كاشفاً بذلك هذا الحدس العلميّ والبحثيّ عند المؤلّفة؛ فهو يتنزّل في مرحلة تاريخيّة استثنائيّة يعيشها المجتمع التونسي منذ انتفاضة (2011)، الذي واجه صعوبتين مترافقتين ومتعاضدتين:
– إعادة بناء العلاقة مع النّص الديني وإخضاعه لقراءة مرنة وعقلانيّة تخلّصه من شوائب التطرّف والتكفير والعنف الدّموي غير المبرّر.

– ضبط خطّة وطنيّة في مجال الإحاطة بالشباب المتأثّر بالأطروحة التكفيريّة، وإعادة تأهيله وإدماجه في نسيج المجتمع ومفاصل الحياة الاجتماعيّة.

وأبرزت الأكاديمية آمال موسى في الغلاف الخلفي للكتاب أن عملها يعتمد مقاربة كميّة ونوعيّة بموقع الدين في المعيش التونسي اليومي وذلك من خلال محاولة الحفر في السلوك الديني الشبابي من جوانب متعددة ومختلفة قصد الإحاطة بالدينامية الداخلية للتدين الشبابي ومحدّداته.

كما يندرج هذا العمل ضمن علم اجتماع الدين وعلم اجتماع الشباب حيث ركزت آمال موسى على فئة الشباب تحديدا بسبب الأهمية الديمغرافية للفئة الشبابية في المجتمع التونسي إذ تمثل قرابة الثلث علاوة على كونها فيما يبدو من أكثر الفئات الديمغرافية والاجتماعية امتلاكا للأجوبة التي تبحث عنها إشكالية الكتاب وفرضياته. فهي فئة رئيسة في أي عملية من عمليات التغيير الاجتماعي وتمثل مرحلة الشباب الإطار الأمثل للبناء الرمزي للهوية الذاتية والاجتماعية والثقافية ممّا يعني أنها مرحلة عمرية ذات ديناميكية قابلة للملاحظة والقياس بحكم انشغال هذه الفئة أكثر من غيرها بسؤال الهوية وأكثر تفاعلية وتأثرا بمكوناتها.

ففي ضوء هذه الاعتبارات اهتم البحث بتحليل محدّدات علاقة الشباب التونسي بالدين أي ما الذي يُحدد طبيعة ممارسة الشباب التونسي للدين في المعيش اليومي؟ وما هو تأثير الأطر الاجتماعية ودور مرجعيات الإسلام العائلي والشعبي والعالم والرسمي في تشكيل السلوك الديني للشباب التونسي؟ وإلى أي حد يمكن أن تستبطن الممارسة اليومية للدين مضامين احتجاجية بالمعنى السياسي أو أنها تعبر عن دوافع متصلة بالإكراهات التي تثقل الواقع الاقتصادي للشباب التونسي؟
وأيضا لم تغفل الباحثة عن تناول مسألة الطقوسية وتمظهرات الديني في التعبيرات الجسدية .

هذا ونشير إلى أن لآمال موسى كتابين آخرين في مجال علم الاجتماع هما كتاب “بورقيبة والمسألة الدينية” وكتاب “حركة النهضة بين الإخوان والتونسة” وقد صدر الكتابان عن دار سيراس للنشر والتوزيع.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.