الذكرى 67 لثورة جانفي 1952 – ماطر الشهيدة

بقلم الاستاذ علي الطيّاشي
بسم الله الرحمان الرحيم
“ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ”
صدق الله العظيم
لم يكن اختيار العنوان جزافا ولكنه اختيار فرضه تاريخ هذه المدينة التي قدمت الكثير لهذا الوطن في سبيل التحرير والانعتاق .
ان هذه الرقعة من تونس كانت اول من تصدى لطلائع الاستعمار الفرنسي سنة 1881 في معركة يكاد لا يذكرها التاريخ وهي معركة وادي الشعير وكعادتها كانت ماطر فاعلة في التاريخ ابان ثورة جانفي 1952 وقدمت الكثير لهذا الوطن فلم تكن المدينة بمناى عن موجة الاضرابات الاحتجاجية في موفى سنة 1951 بعد فشل تجربة الحوار مع الحكومة الفرنسية والتي مثلت مدخلا لدفعة ثانية من الاحتجاجات بعد ان اضحى معظم التونسيين على وعي بحساسية المرحلة واهميتها على درب تحقيق الاستقلال التام للبلد.
وبعد ان تغيرت النبرة المعتدلة للزعيم الحبيب بورقيبة واخذت بعدها الثوري في خطاب 13/1/1952 والذي سمي فيما بعد بخطاب اعلان الثورة والذي ذهب البعض الى وصفه انه من اشد الخطابات البورقيبية حماسة وقد قدرت جريدة الصباح عدد الحضور بالالاف منهم ثلاثة الاف امراة .
اثر الخطاب المذكور والذي اعده الزعيم بورقيبة بمدينة فريفيل “منزل بورقيبة حاليا” بالغتين العربية والفرنسية انطلق جملة من الاحداث بمدن وقرى بنزرت سقط فيها جرحى وشهداء و استغلت فرنسا تلك الاحداث لتبادر الى القبض على رموز الحركة الوطنية من بينهم الحبيب بورقيبة وقادة الحزب الشيوعي ومن جهة فقد تم ايقاف بوبكر باكير كاتب عام شعبة بنزرت و الحبيب بن محمد الحبيب رئيس شعبة ماطر وكان ذلك يوم 18/1/1952 وسجلت ماطر الحوادث الابرز على المستوى الوطني ففي رواية جريدة الصباح تظاهر صبيحة يوم 19/1/1952 الفان من المتساكنين توجهوا الى مركز القيادة لتقديم لائحة احتجاج واثناء عودتهم واجهتهم قوات مسلحة اطلق عليهم النار فكانت الحصيلة ثمانية شهداء وستة وخمسون جريحا ثم ارتفع عدد الشهداء “استقر العدد النهائي على 10 شهداء مهم طفل لم تعرف هويته” ونجا من الموت المرحوم الحبيب الجويني الذي اعتقد الجميع انه مات وقاموا بحفر قبره له الا انه بقي حيا وكتب له ان يدفن في نفس القبر في السنوات القليلة الماضية .
اما في رواية الاقامة فان سبب الصدام هو محاولة المتظاهرين اقتحام ثكنة الجندرمية ونزع سلاح الجنود و احراق خمسة دبابات وقد اعتبر المراقب المدني ان الحبيب بن محمد الحبيب هو السبب الرئيسي لتدهور الحالة الذهنية للسكان وطلب بكل احاح عدم السماح بعودة هذا التشويش الى المراقبة المدنية لبنزرت لان الجالية الفرنسية وهدوء معظم السكان مرتبط بهذا المطلب .
-اما اسماء الشهداءالذين ضحوا من اجل تونس فهم :
*سعيد بن احمد الغربي
*علي بن بكار جنان
*محمد بن احمد الجندوبي
*عبد المجيد بن ابراهيم المزليني
*محمد بن الهادي القرواشي
*علي بن محمد بن ساسي
*مبروك بن احمد البوغانمي
*علي بن رحومة البجاوي
*الطيب بن الهادي بن الحطاب
*طفل لم تثبت هويته
هؤلاء قدموا لتونس وسقوا بدمائهم الزكية ارض تونس وتراب ماطر ضحوا لاجلنا نحن لاجل ان نعيش
“ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله ففيهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”
صدق الله العظيم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.