الجزء الثاني : حوار مع الأديب و المؤلف المسرحي و الشاعر المصري محمد عبد الحميد عوض

ماطر نيوز – ثقافة – حاوره  الصحفي فتحي الجميعي

  الجزء الثاني من حواره مع الأديب و المؤلف المسرحي و شاعر مصر و العرب و العالم محمد عبد الحميد عوض
تكتب الشعر في ألوانه الثلاثة: الحر، العمودي و الشعبي، ما هو الفرق بين هذه الألوان و ما هو الشعر الأقرب إلى روح محمد عبد الحميد عوض و لماذا؟ _
– بادىء ذى بدءٍ …..أرحب بأخى وصديقى العزيز الكاتب العربى الكبير الأستاذ و الصحفي/ فتحي الجميعي…..له من أرض الكنانة (مصر) كل التحية والمحبة
– فى الحقيقة يكمن الفرق الجوهرى بين الشعر الحر والعمودى والعامى المصرى أو كما سميته سيادتكم ب(الشعبى) ، يكمن الفرق بينهم فى الشكل الذى يقدم به الشاعر قصيدته، لكنهم يتحدون جميعاً فى المضمون ، بمعنى أوضح…أن الذى يحمل الشاعر المبدع على شكل القصيدة الذى يُلبِسَهُ ثوب إبداعه هو شيء واحد ألا وهو ” الدفقة الشعورية أو ….دعنا نطلق عليها الشحنة الانفعالية ،التى تسيطر على الشاعر أثناء إبداعه ، والقصيدة هى التى تختار رداءها الذى ترتديه لتخرج فى صورتها التى تُلائمُ مابها من إبداع ، مع الأخذ فى الاعتبار أن مايميز الشعر العمودى هو بناءه المُحْكَم القائم على أسس متينة قوية من البلاغة العربية واللغة السليمة الفصيحة الملتزمة عروضياً ونحوياً وأيضا موسيقياً ، أما الشعر الحر أو قصيدة التفعيلة فلاتختلف عن أختها إلا فى شيئين هما الصور الأكثر ثراءاً … و الموسيقى المتعددة المقامات لتخرج القصيدة من الدوران فى فلك القافية واللهاث المحموم وراء التكلف فى صناعة القصيدة ، فتتعدد الرؤى وتتحرر القصيدة ، ولاتختلف قصيدة العامية المصرية عن أختيها فى شيء سوى خصوصية التجربة واستخدام المفردات لكن تظل العامية المصرية لها جمالها الخاص جدا الذى يفهمه ويحبه كل العرب من المحيط للخليج
– أخيراً أُفَضِّلُهم جميعاً فى التعبير عن إبداعى الشعرى …..آسف للإطالة.
*لقد بلغت مرحلة العالمية في نظم الشعر وسجل إسمك من ضمن شعراء العالم وهو هذا يحملكم مسؤولية أكبر للحفاظ على تألقكم. ما هو رأيك؟
– لقد أصبت كبد الحقيقة سيدى…..لكننى مازلتُ أحبو فى محراب القصائد وسأظل فى داخلى أبحث عن المعنى الذى لم أصغه بعد ومازالت القصيدة الكاملة الساكنة روحى لم تُولد بعد ، وهذا بلاشكٍ
يُحَمِّلُنِى مسؤولية كبرى نحو الحفاظ على حلمى والسعى لتحقيقه بتفرد.
_*لقد رسمتم لونا أدبيا جديدا، و هي كتابة قصة مرئية:” فيلم الانتظار” فماذا ينتظر الجمهور من هذا الفيلم و ماذا ينتظر محمد عبد الحميد عوض من النقاد؟
– الحقيقة كانت تجربة رائعة فى تحويل إحدى قصصى القصيرة إلى قصة مرئية ومما ساعدنى على إنجاز هذا الفيلم القصير “الانتظار” هو خبرتى فى فن التمثيل وممارستى له لسنوات طويلة وأيضا كتاباتى للمسرح ومعروف لدى الجميع أن “المسرح أبو الفنون ” ، لكن لابد من إعطاء كل ذى حق حقه ، فقد وقف وراء نجاح إنتاج الفيلم وظهوره بالشكل اللائق جيش فدائى من سينارست ومخرج مبدع هوأخى الفنان / صبحى سيف الدين ،وأيضا كل الفنانين الممثلين والفنيين والمصورين وعلى رأسهم النجم المبدع الاستاذ/ عزت جابر …
– وأما ماينتظره الجمهور من الفيلم هو الطموح لمستقبل أفضل والقدرة على تفعيل الحُلم …..وأما ماأنتظره من النقاد هو وصول رسالتى لهم وللعالم فى مشروعية تحقيق الأحلام حتى لو رأيناها مستحيلة التحقيق المهم التخطيط السليم والسعى الحثيث لتحقيقها .
*_حاورت الرجل المثقف و الشاعر والكاتب، فماذا عن السياسة؟
– اسمح لى سيدى فى الاختلاف معك قليلاً فى تصوركم انفصالى كمثقف وشاعر وكاتب عن ما أطلقت عليه لفظ ” السياسة” فهى تعنى عندى كل العشق لجميع صور الوطنية وحب الوطن حتى النخاع
أرضا وشعبا وجيشا وقيادة لدرجة أنى مستعد أن أدفع حياتى ألف مرة فداءا لذرة واحدة من تراب بلادى هكذا أنا …..وهكذا كل مصرى ….

*هل شاعرنا راض عن الوضع العربي، و ماذا تتمنى أن ينشأ لدى الشعوب العربية و يكتمل لدى القيادات في سبيل حياة أفضل؟
– الحقيقة الرضا عن الوضع العربى بالنسبة لى شيء نسبى …، بمعنى أن هناك من المقومات الطبيعية التى تجعلنا كعرب نتصدر قيادة العالم كماكنا سابقا لقرون طويلة ، فنحن نتحد فى اللغة
والأرض والثروات والحضارات وبالتالى لابد أن نتحد فى المصير الواحد،وهذا ما أتمناه لشعوبنا العربية وقياداتها الرشيدة الواعية المخلصة سعياً لتحقيق حياة أفضل .
* الحياة هي أن تكون، فماذا عن الذي لم يكن حسب محمد عبد الحميد عوض؟
– إن الذى لم يكن بالنسبة لى أن تصبح إبداعاتى فى كل بيتٍ عربى يعشق الابداع بل أكاد أطمح فيما هو أكثر فى أن يكون كل عربى على وجه الآرض متذوقا مردداً لأشعارى وإبداعى ومازلت أسعى
لهذا الهدف بكل ماؤتيت من إيمان برسالتى الابداعية.
_*لكم ثلاث زهرات جميلات، ماذا ينتظر منهن محمد عبد الحميد عوض مستقبلا علميا و معرفيا و إبداعيا؟
– أنتظر منهن أن تجتهدن فى دراساتهن العلمية وأن يتفوقن كماعودننى دائماُ ، تحقيقا لحلمى الشخصى الذى لم أحققه
وأما معرفيا وابداعيا فهن بفضل الله مبدعات فى مجالاتٍ عديدة والطريف أن كلاٍمنهن قد ورثت منى جانباً إبداعياً مختلفا عن الأخرى، حفظهن الله
*كلمة “مصر” تتكون من ثلاثة حروف. فماذا تمثل: م: ص: ر:
– سأترك القصيدة الآتية تجيب عن هذا التساؤل الجميل
” أُكَنِّيكِ باسمى”
أُكَنِّيكِ باسمى..
أنا القُرَوِىُّ …
تُرَابٌ ..عِظَامى ..
لكِ الآنَ ..عَرَقُ الجَبِينِ ..النَّدِىِّ
يُبَلِّلُ خَصْرَ غُصُونِ السَّناِبِلْ
يُقَبِّلُ طَوْعاً .. خُدُودَ النَّخِيلِ
يُرَقْرِقُ ثَمِلاً .. مِيَاهَ الجَدَاولْ
– أُكَنِّيكِ باسمى..
فَيُكْوَىَ الفُؤادُ ..
حَنِيناً إليكِ..
وتُطْوىَ .البلادُ
اغْتِرَباً …مَرِيراً
وشَوْقاً …أسِيراً
يُمَزِّقُ روحِىَّ
حُزْناً …عَلَيْكِ
– أُكَنِّيكِ باسمى..
فَتَعْصِرُنى ذِكْرياتُ الأمانىِّ
طِفلاً …شَقيَّاً بالعَاشِرةْ..
وِحَقْلاً مِنَ السُّنْدُسِ ..
مِثْلَ أحلامِىَّ الشَّاعِرةْ
– وكُنتُ اشّتَهَيْتُ
مِنَ التِّينِ بَعْضاً …
على رأْسِ “جُمَّيزَةٍ” نَاضِرَةْ..
– فَكَيْفَ الخَلاصُ مِنَ القامَةِ ..
قَصِيرٌ وَحَالٌ يُرْثَى له
تُرَاقِبُنِى طُيُورَنا الطَّائِرة
– وحُلْمُ اشتِهَائى ..
يُرَاوِدُ عَقْلِى …
وتَبْزُغُ فِكْرةٌ …نَيِّرَةْ..
وكان صُعودى ..
على ظَهْرِ هَذى البَهِيمَة
ومنها …إلى التِّينِ أكْلا …
– ومِنْ وَالِدِى بعدها ….
رَغمَ ضَعْفىَّ ..
صَفْعاً و… رَكْلا …
– – أُكَنِّيكِ (يامصرُ.).نَفْسِى ..
فأَنتِ …أنا …
وأَنتِ بَرِيقُ عُلُومى و..دَرسِى ..
وبِالقَفّرِ ..أنتِ …
نَبَاتِى …
وغَرْسِى ..
– أُكَنِّيكِ باسمى..
– أُكَنِّيكِ باسمى..
*_ بماذا ينهي محمد عبد الحميد عوض الحوار بقصيد جميل أم بكلمة حرة؟
-وختاماً سيدى أنهى حوارى معكم يقصيدتى التفعيلية بعنوان
“السيرُ على الماءِ” شعر/ محمد عبد الحميد عوض (مصر
وطنى فى أعشاش الطير
طعامى من كبد الريحِ
وخبزى قمر الأقمار
أعرف سرّ الليلِ
وأغمسُ قلبى…
فى ملكوت الأخطار….
وعند نزال الروح مع المجهولِ
أتوضأُ بالنور…
أتسرّبلُ بالنار…
…………
عبثاً حاول ظلِّى …
أن يقتفى الأثر
ليغنم بالإبل القرشية..
لكنى كنتُ نسيج عناكب
وهديل حمامٍ عند الغار
طلع البدرُ.. وحنّ الجذعُ
وطالت أعمار
حين رأونى رؤيا العين
لارؤيا القلب ولا….زاغت أبصار
أنتعلُ الماء….
أخطو فوق اليمِّ
كأنى صرتُ كليماً…
أضربُ بعصاى البحر ،
فتنكشفُ الأسرار
………..
صوتٌ نورانىٌ نادى…
” كُن عبداً ربّانياً…
تجرى فوق اليمّ
“تركبُ ظهر الريحِ
وتَعْرُجُ للسدرةِ دون ستار
تَعْرُجُ…
للسدرةِ ….
دون ستار

الجزء الاول من الحوار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.